مشكلة التخلف والجهل فى مجتمعات العالم الثالث مشكلة مزمنة , والمشاكل المزمنة فى حاجة الى وقت وخطة طويلة الامد لحلها وهو ما لا يملكه انسان العالم الثالث فهو يريد حلا عاجلا لكل مشاكله , ----
تكلمنا فى الحلقة الماضية عن مشكلة التخلف والفقر والجهل فى مجتمع التبو وتم تسليط الضوء بشكل موجز على اسبابه والتى ضمنها ثقافة المجتمع والتى لا تساعد على التعلم..تشخيص المشكلة لا يفيد المجتمع فى شىء ما لم تكن هناك حلول ومبادرات وهده الحلول لا بد ان تأخد صفة المبادرة الداتية من ابناء المجتمع وبتسخير الامكانيات المتواضعة والمتاحة والمتوفرة بالمحيط الجغرافى. الحل هو التنمية المستمرة والمستدامة. وسائل التنمية متعددة ومختلفة ولكنها تحقق نفس الهدف وهوخدمة المجتمع لرفع مستوى معيشة الافراد.
يعيش معظم المواطنيين فى ليبيا وفى النيجر وفى تشاد على المعاش و خاصة بالمناطق النائية, حيث تم برمجة المواطن ومند الصغر ومن خلال منظومة التعليم انه يتعلم لينال شهادة ليتم توضيفه بالدولة حيث يكون اقصى طموحه هو ان يصبح مدير بالموسسة التى يعمل بها وهدا المفهوم هو الدى جعل مجتمعات العالم الثالث مجتمعات اتكالية غير منتجة وتعيش عبىء على الدولة.. للتوضيح اكثر لو اخدنا مثال لطموح شاب فى منطقة القطرون او اغاديس او برداى فى تشاد نجد انه اختزل كل احلامه و طموحه فى وظيفة بالدولة والتى بالكاد معاشها يلبى متطلبات حياتة وعليه سيفكر فى وسائل زيادة الدخل فى محيطه بالاجتهاد تارة وبالتقليد تارة اخرى ونظرا لمحدودية الخيارات والتى تتمثل فى ..العمل فى الهجرة الغير مشروعة وتوابعها من الاتجار بالمخدرات والسلاح ...او التعدين والبحث عن الدهب فى الصحراء...او الهجرة الى مناطق الشمال الليبى اوالهجرة الى النيجر او تشاد والبحث عن فرص عمل بالتجارة او خيار البقاء عاطل عن العمل بمنطقته...كل هذه الخيارات بحاجة الى وسيلة مواصلات وهى سيارة تيوتا دات دفع رباعى والتى قد يلجأ للحصول عليها بأى طريقة ؟
مجتمعات كثيرة استطاعت قهر التخلف والفقر والجهل بالتنمية والتى احدى وسائلها انشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتى توفر فرص عمل للافراد وتساهم فى رفع دخل الفرد وتساهم فى بناء اقتصاد الدولة.
نحو 60% من الاستثمارات الخاصة في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا عبارة عن مشروعات صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر.هذه النسبة تهبط في دول الخليج إلى 9% ، وتقل هذه النسبة لاقل من 5% فى دول شمال افريقيا.
ماهى المشروعات الصغرى والمتوسطة؟
المشروعات الصغيرة هي الأعمال التي يديرها عدد قليل من الناس و تحتاج لرؤوس أموال محددة بينما المتوسطة هى مشروعات يديرها عدد اكبرمن الناس وتحتاج الى روؤس اموال وتمويل اكبر من المشروعات الصغيرة. أن الصناعات الإستراتيجية في دول العالم المتقدم تعتمد بشكل أساسي على الصناعات الصغيرة والمتوسطة، صناعات السيارات مثلا تحتاج لعدد كبير من الصناعات المغذية التي توفرها هذه المشروعات الصغيرة أو المتوسطة والتي بالتالي توفر فرص عمل لعدد كبير من الناس.
لابد من احداث ثورة فى ثقافة مواطن العالم الثالث والمواطن التباوى بشكل خاص وجعله يقبل بفكرة الاستثمار والتنمية فى القطاع الخاص وترك الوظيفة فى الدولة وهدا يتطلب التفكير فى انشأ مشاريع صغيرة على مستوى الافراد ويتطلب دعم من القطاع المصرفى بالدولة.
السؤال ...كيف يستطيع الشباب انشأ مشاريع تخدم منطقتهم وتحقق طموحهم؟وكيف يمكن توفير وضمان مصادر التمويل فى مجتمعهم؟
قضية الريف والمدينة مشكلة عويصة فى كل مجتمعات العالم الثالث وليبيا والنيجر وتشاد احداها , الريف بيئة طاردة للشباب لا توجد فرص عمل حقيقية وان وجدت فهى محدودة لا تستوعب الجميع والحكومات فى هده الدول لا تهتم بتنمية مناطق الريف وخاصة الحدودية منها بل تسعى الى تدميرها بشكل ممنهج بحجة المحافظة على أمن الدولة, هده الحالة تزداد وضوحا فى المناطق الحدودية والتى تسكنها اقليات عرقية لها امتدادات بدول الجوار مثل القطرون ,الكفرة ,غات وغدامس .
ان التفكير فى انشأ مشاريع صغيرة فى هده المناطق محفوفه بالمخاطر ولكنها ليست مستحيلة , ومثال على دلك كان تفكير بعض الشباب فى كل من غات وغدامس اجابيا عندما اسسوا وكالات السفر والسياحة تجدب السواح الاجانب وتخلق نشاطا سياحيا يخدم المنطقة, تطبيق هده الفكرة وغيرها ليست مستحيلة فى منطقة القطرون والكفرة وشمال تشاد بتبستى والنيجر ادا ساد الامن وعم السلام فى هذه المناطق عموما.التنمية والازدهار لها علاقة بالامن والاستقرار , كلما استتب الامن وزاد الاستقرار اصبحت فرص التنمية والتفكير فى مشاريع التنمية اكثر..
للحديث بقية