نظام التعليم المعتمد فى مجتمعات العالم الثالث يمكن المتعلم من الحصول على شهادة لدخول سوق العمل دون اى مهارة فى مجال العمل ؟..المتعلم يتدرج فى سلم التعليم فى هذه المجتمعات من مرحلة التعليم الاساس او المعاهد المهنية او الجامعة حتى مرحلة التخرج ,هناك اعتقاد لا اعرف مصدره بانه وبمجرد حصولك على الشهادة الجامعية تصبح مؤهلا للولوج الى سوق العمل حسب تخصص شهادتك العلمية وهذا اعتقاد خاطىء بطبيعة الحال ...لان مناهج التعليم فى هذه المجتمعات لا تؤهل ولا تعد بشكل دقيق خريجا او كادرا كامل المهارة لينخرط فى سوق العمل مباشرة.
وعليه اصبحت المعاهد والجامعات فى هده المجتمعات بؤرا لتفريغ كوادر نصف متعلمة تحمل شهادات ولا تحمل مهارات و تحمل تقديرات علمية ولا تحمل خبرة وتفرض هذه الكوادر بفعل الثقافة المجتمعية وايضا السياسية المتخلفة بالواسطة والمحسوبية على مرافق الدولة فتكون النتيجة كما هائلا من الكوادر الامية والتى تحمل شهادات عليا دون اى مهارات فى هذه المرافق..فيصبح لدينا مهندس فاشل لا يعرف الهندسة ..وطبيب فاشل لا يعرف الطب...ومدرس فاشل لا يعرف اصول التعليم ودبلوماسى فاشل لا يعرف دهاليز السياسة..فتكون النتيجة كارثية على المجتمع تنعدم الثقة فى الكوادر المحلية نتيجة فشل مشاريع البناء والعمران وفشل البرامج الصحية والتعليمية ووفشل سياسات الاقتصاد والتنمية, فيتجه المجتمع للخارج لطلب الخبرة ..ويتجه المواطن للعلاج بدول الجوار ..ووتتجه الدولة للتعاقد مع المكاتب العالمية لانجاز مشاريعها فى العمران والبناء...ويتجه المقتدريين من ابناء المجتمع للخارج لنيل قسط من التعليم الجيد.
هذه الحالة ليست بالمطلق بطبيعة الحال هناك دائما المجتهدون والذين يعتمدون على انفسهم من اجل تطوير مهاراتهم وقدراتهم و ذلك بكسب الخبرة والمهارة التى تمكنهم من ممارسة مهنتهم الا انهم قلة وللاسف؟
فى عالم اليوم وفى دول العالم المتقدم تعطى الاولوية لبرامج التدريب والتأهيل المستمر. الشهادة الجامعية او المهنية فى التعليم لا تعفى صاحبها من برامج التدريب المستمر ,هناك قوانيين صارمة تطبق على الخريجين والتى تؤكد بأن شهادة التخرج العلمى لها تاريخ صلاحية ..بمعنى مهما كان عمر شهادتك ودرجتك العلمية ومهما كانت شهرة الجامعة التى منحتك هده الشهادة فانها لا تؤهلك للعمل مالم تجتاز دورات تدريبية فى مجال تخصصك؟
ان الاعتقاد بان الحصول على الشهادة العلمية فى مجال التخصص هو نهاية المطاف فى المعرفة وهو صك اجبارى للحصول على فرصة عمل هو اعتقاد خاطىء قاتل للابداع عائق للتقدم.. ان الايمان بهدا الاعتقاد هو سر الجمود ...والتخلف فى مجتمعات العالم الثالث..
ان اعادة النظر فى سياسات التعليم ونتائجها التراكمية اصبحت من اولويات استراجيات التغيير فى مجتمعاتنا النامية , وهذا لوحده ربما لا يكفى ما لم تصاحبه ثورة ثقافية تغير عقلية الانسان الثقافية وتضع حجر اساس لاعادة تشكيل الوعى المجتمعى فى مجتمعاتنا
مقال حصرى لموقع:
I.T.O
د/ سالم ابراهيم