مقال منقول
========================
مند نعومة اظفارنا فى صحراء فزان ونحن نسمع عن حوادث ضياع مسافرين فى الصحراء , فطبيعة انتشار قرى ومدن واودية الجنوب الليبى والتى فصلتها عوامل الطبيعة من جبال وسيوف رملية لمسافات طويلة لا تساعد المواطن الانتقال بسلام وامان من منطقة الى اخرى , والكثيرون ممن نعرفهم تاهوا فى الصحراء ولم يعثر عليهم الا وهم جثتت هامدة مدفونة فى رمال الصحراء بعد ان يكون قد نال اليأس من احبائهم بعد محاولات مضنية بالبحث عنهم بالطرق التقليدية وذلك بتقفى أثر المركبة التى كانوا يستعملونها فى السفر؟
الرمال , والرياح التى ليس لها موسم فى الصحراء هى الاخرى عوامل مساعدة للضياع , فالكثيرون الذين لا يخبرون الصحراء يقتدون بأثر سير المركبات فى المناطق الصحراوية , والتى تختفى بمجرد هبوب الرياح ليجد المسافر نفسه بلا دليل ولا علامة ارشاد فيتوه فى بحر رمال الصحراء .
الدولة الليبية بمؤسساتها لم تسعى لحل هذه المشكلة رغم تكرار حوادث الضياع فى الصحراء , اذا استثنينا بضع محطات وقود فى بعض القرى النائية , او بعض العلامات الدالة على الطريق المعبد والتى نالها الدمار من كثر الاستعمال والتى كانت نتيجتها استبدال الطريق الصحراوى بدل الطريق المعبد ,لا نجد ما يدل على اى اهتمام للدولة للتقليل من حوادث الضياع ؟
الطريق الصحراوى بين الشاطىء و سبها, والطريق الصحراوى من مرزق الى القطرون , والطرق الصحراوية الدولية من ليبيا الى النيجر , او من ليبيا الى تشاد اواو من الكفرة الى السودان و العكس هى طرق صحراوية لا دليل لها ولا عنوان وهى تستعمل بكثرة للتنقل حتى فى وقتنا الحاضر , وهى طرق تخلوا من محطات وقود او استراحات فاصلة وهى طرق رملية واحيانا جبلية وعرة لا يخبرها الا دليل صحراوى كسب معرفته بالخبرة وهم قلة فى فزان؟
ان تعلم تقنية معرفة الطريق بالاجهزة الحديثة , اصبحت ضرورية لكل من يهوى السفر عبر الصحراء , وهى مهمة شخصية تقع على عاتق ابناء الجنوب , ولكن على الدولة ايضا دورا رئيسيا فى الارشاد واصلاح طرق وصيانتها ,ان النظرة الامنية لمشاكل الجنوب والنظر اليها دائما بالهاجس الامنى , وان الطرق الصحراوية هى مجرد طرق تهريب وعلى من يسلكها عليه تحمل مسؤلية نفسه يجب ان يعاد فيها النظر ؟
فالسفر عبر الطرق الرملية الصحراوية بين مدن وقرى الجنوب اصبح جزء من هواية وثرات اهل الجنوب وهو حجر الاساس لمستقبل سياحة الصحراء مستقبلا